تيس البوكمال

من أساطير تراثنا الحديث.وبالتحديد في بداية الثمانينات في القرن الماضي كان للبوكمال وقفة مع التاريخ......
وما ان دخلت الشمس ( برج الجدي) في ذلك الصباح ...استيقظ جارنا في المنزل-- الحاج أحمد المبارك --وذهب كعادته في كل صباح
ليطعم أغنامه في الحظيرة المجاورة...واذ بـــــــ...( والد الجدي ) وهـــــو التيس ينظر الى جارنا مبتسما ولسان حاله يقول:
انه مصباح علاء الدين السحري يا حاج أحمد!!!!!!.
انظر الى ضرعي فقد در من الحليب ما سيفرحك وتقر به عينك ويدخلك الى التاريخ من أوسع أبوابه...
نظر -أبو خالد - الى ضرع التيس فاذ به يقطر حليبا....؟؟؟...حليب؟؟؟؟...نعم انه حليب!!!!!!
وهل التيس يحلب؟؟؟؟ نعم يحلب....ففي البوكمال لا غرابة في أي شيء...
لم يصدق ابو خالد ما رات عيناه....فروى قصته لأحد (( المعمرين)) طالبا منه تفسيرا لقصة التيس الذي يحلب..فما كان من -- حكيم الزمان--حتى تهلل وجهه بالبشرى وأخبر --صاحب التيس-- بان المعجزة قد تحققت .. وان من يتهيب صعود الجبال ( كالتيس) يعش ابد الدهر بين الحفر.
انتشر الخبر في ساعات معدودة....حتى وصل الى ( الفضيحة) وهي .. (( الصحافة )).
ما ان كتبت اول جريدة الخبر حتى كان انتشاره كالنار في الهشيم....
تيس في البوكمال يحلب......عنوان مثير كعناوين - الحرب العالمية الثانية --!!!!!
البوكمال كانت تتربع في زاوية صغيرة من الخارطة السورية فاذ بها بين ليلة وضحاها تتصدر عناوين كبريات الصحف العالمية ونشرات الاخبار الرئيسية ..وأصبح الحصول على معلومة مهما كانت ضئيلة عن هذه البلدة الغافية في خاصرة الفرات اليمنى يعني ان هناك فائدة يمكن استغلالها للترويج عن --معجزة العصر-- ( التيس).
الناس منقسمون بين مكذب ومصدق للخبر...وابتدأت الاساطير تنسج غرائبها....
منهم من قارن بين القصة وبين اشارات يوم القيامة....ومنهم من وصف الحدث بالسخط...والاخرين وجدوا فيه بركة وخير..
هذا لا يهمنا....بل المهم هو حقيقة ما يجري....الباصات التي كانت تكتب على لوحة (خط سيرها) دمشق - دير الزور..
او حلب - دير الزور.....او البوكمال - دير الزور ..قامت بتغيير الاسم حتى اصبح ..( البوكمال- تيس)...؟؟؟؟؟
فأقبل الناس من كل حدب وصوب....يبحثون عن نقطة من - حليب الاحلام والاماني-- بأي ثمن؟؟؟
وبدأت النقود تنهال على جارنا المتواضع الطيب.....(( ان الله يرزق من يشاء بغير حساب)).
المنطقة الصحراوية المكشوفة التي تحيط بــ( حظيرة الاغنام) التي تأوي التيس...قد أصبحت فندقا كبيرا ينام فيها القادمون للزيارة والسياحة لان البوكمال ليس فيها سوى فندق واحد...فأين تقيم هذه الجموع الغفيرة؟؟؟؟
- الكثيرين تم استضافتهم في البيوت القريبة ...والقسم الاكبر لم يجد سوى أرض الصحراء مأوى.
والوفود تريد طعاما والبوكمال ليس بها مطاعم كثيرة....( سندويتش الفلافل ) أصبح يباع بعشرة أضعاف ثمنه...
نعود الى ( التيس)) .....................


الطريف هو ان الشيخ الرئيس ( ابا علي بن سينا) هو الذي جعل للقضية مصداقية.
فقد اكتشف العلماء انه اسهب في الحديث عن فضائل التيس الخنثي--

ماساة صاحب التيس كانت في صدور امر من الحكومة بمصادرته لتشريحه واجراء التحاليل اللازمة
وكشف الاسرار التيسية


ونضب نهر المال المتدفق على المسكين اذ لم يلق اي تعويض عن مصابه الجلل
طارت به العنقاء وصار التيس تيس فداء كما يقولون الفرنسيون ونحن نقول كبش فداء


حين سمعت حكاية التيس تذكرت طرفة قائلة
كان احدهم يشرح للناس سورة يوسف- عليه السلام- اية اية
وكان بين الحاضرين رجل لا ينفك عن البكاء
فلما فرغ الامام من شرحه نادى الرجل وساله:
. كم انت ورع متخشع ارجو ان تكون قد استفدت
فرد الرجل: لقد مات لي تيس عزيز جدا وكلما رايت لحيتك تهتز تذكرته فبكيت.
يالك من تيس مدهش يا ( تيس البوكمال).
واخيرا فالقصة ليست اكثر من خرافة يدحضها العلم الحديث وينسبها الى التغييرات الفيزيولوجية للحيوانات.
وهي ليست اكثر من --رزق منحه الله تعالى لصاحب التيس -- وسياحة مجانية تصب في رصيد البوكمال التي اصبحت شهرتها واسعة واصبح العالم يعرف ان هناك مدينة ما.....على الكوكب!!!!
مجد101

ملاحظة:
صورة ابراهيم العبار المرفقة رمز للمحبة.
وصورة التيس رمز لعنوان المشاركة.

الصور المرفقة