حلقة من سلسلة الاميرة بوطة
صفحة 1 من اصل 1
حلقة من سلسلة الاميرة بوطة
يقول خبراء الحياة واصحاب التجارب:
اذا كنت تجلس مع مجموعة من الرجال في ديوانية او استراحة وكان بينكم رجل كاذب يتصدر المجلس بقصصه المنسقة الجميلة .
ويشد اليه انتباه المستمع وأردت ان تكتشف هل هو كاذب أم صادق في حديثه فعليك ان تنظر الى اصبع قدمه الكبير أثناء الكلام .
فان كان يهتز وتنقبض أصابعه ثم تفتح مع كل جملة من حديثه فاعلم ان تلك هي اشارة الكذب..
لأن الكذب --أجارنا الله واياكم منه --- له اشارات ورموز ودلالات لا يخطئها الرجل المحنك الذي أكسبته السنين خبرة ومعرفة.
أردت التحقق من هذه الخبرة المكتسبة فتابعت حديث أحد الجالسين في الديوانية للتأكد من مصداقية الخبر.
كان الحديث يدور حول قصة خرافية من اساطير الاولين يرويها صاحبنا المتكلم بطريقة متسلسلة وعذبة المعاني وشديدة الترابط في جملها وعباراتها بما يوحي للمستمع انه فعلا يعيش احداث القصة بشكل سلس وممتع وخالي من اي ضعف في التركيب والسرد.
علما بان صاحبنا غير متعلم ولا يعرف القراءة والكتابة ولكن لشدة حفظه وقوة بديهته كان يوحي للمستمع بانه على درجة كبيرة من الثقافة .
دخل صاحبنا في القصة وانا اتابع النظر الى اصبع قدمه لارى ما ان كانت رواية الخبير صادقة.
فقال:
ذات مساء كنت على مقربة من اثار الحريري ( مملكة ماري العمورية) ..
فخرجت للخلاء في أحد السهول المجاورة.... وكان الظلام الدامس مخيما على المكان.
فلفت انتباهي ان هناك قطعة من الحصى احسست كانها تومض في الظلام وينبعث منها ضوء خافت.
فأمعنت النظر اليها جيدا وفركت عنها التراب الذي يغلفها فصدق احساسي لانها فعلا ترسل انوار من داخلها مما يدل على انها جوهرة ثمينة وانها احدى اللقى الاثرية الكبيرة التي تمتلكها هذه المملكة الغنية.
وضعتها في جيبي ولم اخبر بها احد من اصحابي وجلست كأن شيئا لم يكن.
وفي مساء اليوم الثاني بينما كنت مستلقيا في فراشي استعدادا للنوم تذكرت الحصى التي عثرت عليها بالامس.
فاخرجتها من جيبي ويا لهول ما رأيت!!!!!
لقد كانت تجهش بالبكاء المر وهي تشهق من شدة الجوع.
فطار عقلي وذهلت من هذا المنظر المروع...
---هنا لا يفوتني ان اخبركم انني كنت اتابع النظر الى اصابعه التي بدأت تنقبض بشدة وتفتح من خلال سرده لوقائع القصة مما يدل على نجاح فكرة الخبير ----
وأخذني العجب اكثر عندما سمعتها وهي تكلمني بعتاب شديد وهي تقول:
- يا من لا خفت الله صار لك حابسني من البارحة وانا بدون طعام..
فقلت : يا الهي !!! وتتكلمين يا مخلوقة الله؟
قالت : اسمع!!!
-أنا لست خرزة كما يبدو لك .. ولكني ( الاميرة بوطة ) بنت ملك الجان الذي يحكم على اقاليم وامصار واسعة لا حدود لها.
وانني على درجة وقدرة سحرية واسعة تفوق أعتى المخضرمين في مملكتنا وانني من باب الهواية أقوم بتشكيل نفسي باحجام وصور متعددة حتى اختفي عن أعين المتربصين بي.
ونقطة ضعفي الوحيدة هي وقوعي في يد ابناء ادم من الانس لانني في هذه الحالة انقلب الى عبدة مأمورة امتثل لاوامر من يمتلكني ولا اعصي له أمرا.
فاطلب يا مولاي ما تشاء فانني عبدتك بوطة التي تنفذ اوامرك.
فقلت لها:
طيب --طيب. الان انت جائعة فاخبريني ماذا اجلب لك من الطعام؟
فقالت:
وجبتي الوحيدة يا مولاي هي الشعير !!! ولا احب سواه.
فتعجبت من كلامها . فكيف يمكن للخرزة ان تاكل الشعير ..؟
فقلت : يا لسهولة الطلب..
وكان عندنا كديشة يركبها والدي - رحمه الله -- في السفر وكانت سمينة جدا لشدة تناولها للشعير الوافر الذي كان والدي يحضره لها ليعطيها قوة التحمل وعناء السفر.
فنهضت من فراشي وكمشت بيدي حفنة من الشعير الابيض الصافي ووضعته امامها.
وقلت:
تفضلي .. العشاء جاهز!!
فقالت لي : ارجوك انني خجولة ولا استطيع تناول الطعام بوجود من ينظر الي.
فادرت بصري عنها لافسح لها المجال في العشاء.
وبعد قليل بدأت اسمع صوت قريط الشعير بصوت واضح .. قررررررررررط قرررررررررط قررررط.
(( وما زال اصبع قدمه ينكمش ثم ينفتح كجناحي العصفور في طيرانه )).
وعندما انتهت من العشاء قالت:
تحت امرك يا سيدي. انني بين يديك فاطلب ما تشتهي.
فقلت:
اول مهمة اكلفك بها هي ان تاخذيني الى الكويت في هذه الساعة وتوصليني الى الهندي الذي كان سببا في فصلي من الشركة التي كنت اعمل بها وتسفيري الى سوريا من وراه.
فقالت: حاضر.
-- أغمض عينيك -- فاغمضت عيوني وقالت لي لا تفتح عينيك قبل ان اخبرك بذلك.
قلت: بسيطة .
فشعرت كأن الارض تطوى من تحتي وبدأت أهتز كمن يركب في صاروخ خاطف.وماهي الا لحظات حتى احسست كانني اكاد اختنق من الجو الحار فايقنت فعلا بانني صرت في الكويت.
(( ضحك الحاضرين)) وطبعا اصبعه بدأ ينكمش بوتيرة عالية.
فقالت الاميرة بوطة:
وين شركتكم؟
قلت : بالدوحة.
قالت حاضر.
- افتح عينيك -- ففتحتهما فاذ بي امام سرير الهندي ملعون الوالدين الذي لم يرحمني .
فقلت: والله الا اعذبك عذاب الهدهد. وفي كل يوم سأعطيك درسا من دروس العذاب حتى تجن وتفقد عقلك.
- كان الهندي يحلم في نومه-- وهو يرطن بلغته..ليكان ابتوم ميلكار نهي ذي كانون انهي ميلكتر ياهو.
قلت: ارطن يا ابن ملعون الوالدين .. والله الا اعلمك القانون بالصحو وليس بالمنام.
وكان عندي - توثية - رمان . فسلبته عصى في صرصور أذنيه. فانتفض كالمجنون وهو يهذي من شدة الالم.
بابا..مين نفر يضرب راس مال انا ..؟؟
بابا قسم حق معبود مال انا .... فلم اتركه يكمل حتى سلبته الثانية..
ففر من الغرفة وهام على وجهه لا يلوي على شيء.
فضحكت وتركته لاني لا اريد عذابه السريع... بل سالقنه الدروس تباعا.
قلت للاميرة بوطة.
خذيني على جزيرة فيلكا فهناك واحد افغاني يبيع خبز .. اريد اشتري لي سفطة خبز للعجيان.
ففعلت ما طلبته منها .
وعدنا الى سورية بنفس الطريقة السابقة وما هي الا لحظات حتى وجدت نفسي في فراشي.
__ انتهت الحلقة الاولى من الاميرة بوطة ------
انتظروا بقية الحلقات
مجد101
--------------------
اذا كنت تجلس مع مجموعة من الرجال في ديوانية او استراحة وكان بينكم رجل كاذب يتصدر المجلس بقصصه المنسقة الجميلة .
ويشد اليه انتباه المستمع وأردت ان تكتشف هل هو كاذب أم صادق في حديثه فعليك ان تنظر الى اصبع قدمه الكبير أثناء الكلام .
فان كان يهتز وتنقبض أصابعه ثم تفتح مع كل جملة من حديثه فاعلم ان تلك هي اشارة الكذب..
لأن الكذب --أجارنا الله واياكم منه --- له اشارات ورموز ودلالات لا يخطئها الرجل المحنك الذي أكسبته السنين خبرة ومعرفة.
أردت التحقق من هذه الخبرة المكتسبة فتابعت حديث أحد الجالسين في الديوانية للتأكد من مصداقية الخبر.
كان الحديث يدور حول قصة خرافية من اساطير الاولين يرويها صاحبنا المتكلم بطريقة متسلسلة وعذبة المعاني وشديدة الترابط في جملها وعباراتها بما يوحي للمستمع انه فعلا يعيش احداث القصة بشكل سلس وممتع وخالي من اي ضعف في التركيب والسرد.
علما بان صاحبنا غير متعلم ولا يعرف القراءة والكتابة ولكن لشدة حفظه وقوة بديهته كان يوحي للمستمع بانه على درجة كبيرة من الثقافة .
دخل صاحبنا في القصة وانا اتابع النظر الى اصبع قدمه لارى ما ان كانت رواية الخبير صادقة.
فقال:
ذات مساء كنت على مقربة من اثار الحريري ( مملكة ماري العمورية) ..
فخرجت للخلاء في أحد السهول المجاورة.... وكان الظلام الدامس مخيما على المكان.
فلفت انتباهي ان هناك قطعة من الحصى احسست كانها تومض في الظلام وينبعث منها ضوء خافت.
فأمعنت النظر اليها جيدا وفركت عنها التراب الذي يغلفها فصدق احساسي لانها فعلا ترسل انوار من داخلها مما يدل على انها جوهرة ثمينة وانها احدى اللقى الاثرية الكبيرة التي تمتلكها هذه المملكة الغنية.
وضعتها في جيبي ولم اخبر بها احد من اصحابي وجلست كأن شيئا لم يكن.
وفي مساء اليوم الثاني بينما كنت مستلقيا في فراشي استعدادا للنوم تذكرت الحصى التي عثرت عليها بالامس.
فاخرجتها من جيبي ويا لهول ما رأيت!!!!!
لقد كانت تجهش بالبكاء المر وهي تشهق من شدة الجوع.
فطار عقلي وذهلت من هذا المنظر المروع...
---هنا لا يفوتني ان اخبركم انني كنت اتابع النظر الى اصابعه التي بدأت تنقبض بشدة وتفتح من خلال سرده لوقائع القصة مما يدل على نجاح فكرة الخبير ----
وأخذني العجب اكثر عندما سمعتها وهي تكلمني بعتاب شديد وهي تقول:
- يا من لا خفت الله صار لك حابسني من البارحة وانا بدون طعام..
فقلت : يا الهي !!! وتتكلمين يا مخلوقة الله؟
قالت : اسمع!!!
-أنا لست خرزة كما يبدو لك .. ولكني ( الاميرة بوطة ) بنت ملك الجان الذي يحكم على اقاليم وامصار واسعة لا حدود لها.
وانني على درجة وقدرة سحرية واسعة تفوق أعتى المخضرمين في مملكتنا وانني من باب الهواية أقوم بتشكيل نفسي باحجام وصور متعددة حتى اختفي عن أعين المتربصين بي.
ونقطة ضعفي الوحيدة هي وقوعي في يد ابناء ادم من الانس لانني في هذه الحالة انقلب الى عبدة مأمورة امتثل لاوامر من يمتلكني ولا اعصي له أمرا.
فاطلب يا مولاي ما تشاء فانني عبدتك بوطة التي تنفذ اوامرك.
فقلت لها:
طيب --طيب. الان انت جائعة فاخبريني ماذا اجلب لك من الطعام؟
فقالت:
وجبتي الوحيدة يا مولاي هي الشعير !!! ولا احب سواه.
فتعجبت من كلامها . فكيف يمكن للخرزة ان تاكل الشعير ..؟
فقلت : يا لسهولة الطلب..
وكان عندنا كديشة يركبها والدي - رحمه الله -- في السفر وكانت سمينة جدا لشدة تناولها للشعير الوافر الذي كان والدي يحضره لها ليعطيها قوة التحمل وعناء السفر.
فنهضت من فراشي وكمشت بيدي حفنة من الشعير الابيض الصافي ووضعته امامها.
وقلت:
تفضلي .. العشاء جاهز!!
فقالت لي : ارجوك انني خجولة ولا استطيع تناول الطعام بوجود من ينظر الي.
فادرت بصري عنها لافسح لها المجال في العشاء.
وبعد قليل بدأت اسمع صوت قريط الشعير بصوت واضح .. قررررررررررط قرررررررررط قررررط.
(( وما زال اصبع قدمه ينكمش ثم ينفتح كجناحي العصفور في طيرانه )).
وعندما انتهت من العشاء قالت:
تحت امرك يا سيدي. انني بين يديك فاطلب ما تشتهي.
فقلت:
اول مهمة اكلفك بها هي ان تاخذيني الى الكويت في هذه الساعة وتوصليني الى الهندي الذي كان سببا في فصلي من الشركة التي كنت اعمل بها وتسفيري الى سوريا من وراه.
فقالت: حاضر.
-- أغمض عينيك -- فاغمضت عيوني وقالت لي لا تفتح عينيك قبل ان اخبرك بذلك.
قلت: بسيطة .
فشعرت كأن الارض تطوى من تحتي وبدأت أهتز كمن يركب في صاروخ خاطف.وماهي الا لحظات حتى احسست كانني اكاد اختنق من الجو الحار فايقنت فعلا بانني صرت في الكويت.
(( ضحك الحاضرين)) وطبعا اصبعه بدأ ينكمش بوتيرة عالية.
فقالت الاميرة بوطة:
وين شركتكم؟
قلت : بالدوحة.
قالت حاضر.
- افتح عينيك -- ففتحتهما فاذ بي امام سرير الهندي ملعون الوالدين الذي لم يرحمني .
فقلت: والله الا اعذبك عذاب الهدهد. وفي كل يوم سأعطيك درسا من دروس العذاب حتى تجن وتفقد عقلك.
- كان الهندي يحلم في نومه-- وهو يرطن بلغته..ليكان ابتوم ميلكار نهي ذي كانون انهي ميلكتر ياهو.
قلت: ارطن يا ابن ملعون الوالدين .. والله الا اعلمك القانون بالصحو وليس بالمنام.
وكان عندي - توثية - رمان . فسلبته عصى في صرصور أذنيه. فانتفض كالمجنون وهو يهذي من شدة الالم.
بابا..مين نفر يضرب راس مال انا ..؟؟
بابا قسم حق معبود مال انا .... فلم اتركه يكمل حتى سلبته الثانية..
ففر من الغرفة وهام على وجهه لا يلوي على شيء.
فضحكت وتركته لاني لا اريد عذابه السريع... بل سالقنه الدروس تباعا.
قلت للاميرة بوطة.
خذيني على جزيرة فيلكا فهناك واحد افغاني يبيع خبز .. اريد اشتري لي سفطة خبز للعجيان.
ففعلت ما طلبته منها .
وعدنا الى سورية بنفس الطريقة السابقة وما هي الا لحظات حتى وجدت نفسي في فراشي.
__ انتهت الحلقة الاولى من الاميرة بوطة ------
انتظروا بقية الحلقات
مجد101
--------------------
من ظن نفسه انه قد علم.....فقد جهل
مجد101- أميرة العاشقين
- عدد الرسائل : 102
http://alameer.mam9.com/admin/index.forum?part=gen : https://alameeralward.mam9.com/admin/index.forum?part=gen :
تاريخ التسجيل : 13/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى