ذكريات مدرسة المأمون الابتدائية بالبوكمال

عندما كنت في المدرسة الابتدائية في مدرسة المأمون ( مدرسة الامين حاليا)..وذلك عام 1961/1962 م............ما أزال أذكر بوضوح مشاهداتي عما حولي تماما.
أركبني أخي الكبير أمامه على بسكليت صيني ( أبو الثلاث حيات)..وأخذني الى المدرسة....أعطى أوراقي للمدير...وقال لي:
التحق بصفك.....
دخلت الى الصف وأنا أرتجف من الخوف,,,,معلمنا كان طويل القامة اسمه كمال - فلسطيني--
جلست في المقعد وعيوني لا تكف عن استطلاع الصف....انها المدرسة...!!!!!
عندي دفتر ابو العشرة وقلم رصاص ومحاية...ولابس صدرية سودة عبالك صدرية مجاهدين.
وزعوا علينا كتب الصف الاول: دادا دادا..... وطارا.. طارا............الله ما أجمل رائحة الكتب وصورها وحروفها...
ما زلت اذكر الدرس الثاني وهو حرف الباء... ب ب ب الارانب تستعد للحرب
ونشيد :
حان الدرس.....رن الجرس
اسمعوه...اسمعوه
جرس يرن.....في الاذن يطن
اسمعوه .. اسمعوه
وكذلك نشيد:
حديقتي مدورة....أزهارها منورة
تشدو بها الأطيار من ... فوق غصون الشجرة
وكذلك درس:
يا سوزان قولي عاش بابا
قال نوري: سارت فرسي
........... الله الله ما أجمل ذكريات المدرسة....مضت الحصص بسرعة....وانصرفنا...مددت يدي الى جيبي لأخرج النص فرنك.
بياع الهيطلية على باب المدرسة ينادي:
تعا جرب حظك يا ولد واربح نصاص فرنكات.
دفعت النص فرنك وهو قيمة ( قرنين هيطلية ) مغروز فيها نصاص فرنكات لمن هو سعيد الحظ...
حملت القرن الأول وألقيت عليه نظرة فاحصة لعلي المح ما يشير الى وجود النص فرنك فصرخ بي البائع:
ما يصير تنقي....خذ اثنين وامشي ...لا تقلبها...
فامسكت قرنين..وحاولت ان أوزنها بيدي لعلي أجد قرنا ثقيلا قد يحتوي على الكنز.
فتوكلت على الله وأخذت قرنين .. وسرعان ما بدأت أبحث بداخلهما عن النص فرنك... كان الاول خاليا...أما الثاني: يا بشرى هذا غلام.!!!!!
انه - نص فرنك اصفر يلمع بشدة....فرحة الفوز عظيمة...معناها الهيطلية التي بين يدي مجانية طالما عاد النص فرنك الى جيبي....
فغرزت لساني في القرن وبدأت أنهش فيه واتذوق حلاوته المدهشة.....وعدت الى البيت - عودة نابليون- المنتصر...
قلت لأخوتي والفرحة العارمة تغمرني: ربحت نص فرنك....(( والغانم صار يقول لي: منين يول؟؟؟))
قلت لهم :
من بياع الهيطلية....خلاص صرت زبون عنده....ويحرم علي من ذلك اليوم حتى الان ما ربحت غير هذاك النص فرنك....اكلت كيس - سميد --
وصرت اشوف عزرايين وما شوف البياع الغشاش .. لأنه بس أول يوم حط فلوس بالهيطلية ومن بعدها ( تعيش وتسلم) ...- مهدوف الاقشر.
أعود الى المدرسة والصف...
كان يوجد في الدرس - كتاب القراءة - جملة : ..- حانوت كبير--( على قولة الاستاذ وهو يقرأها مشكلة بالتنوين.
حانوتن...كبيرن....فقال المعلم:
مين يعرف شو يعني حانوت.؟؟
فنظر الطلاب الى بعضهم... ولا واحد بيهم يعرف الحانوت...كلهم يسمعون بدكان وبس...أما مجد 101 خبير...فرفعت اصبعي: نعم أستاذ؟
فقال : شو؟ قلت: دكان...ففرح المعلم وصاح: تصفيق ...فالتهبت الأكف بالتصفيق لـــ( نجوى كرم )....وكبر رأسي كبرة حتى غدا عبالك راس - بقرة -
ومن يومها صار الاستاذ يحبني... وكان تشجيعه حافزا لي لأبقى متفوقا... وبصراحة: ما شاء الله عليك يا مجد 101..عداك العيب.

أذكر نفسي بتلك الايام اني كنت ( جرذ قراءة) لم أترك قوطية حلاوة أو زيت أو قصقوصة جرايد أو كيس اسمنت الا وقمت بتهجئة حروفه لمعرفة محتواه.
أكثر ما كانت تستعصي علي..قراءة نمرة السيارات الكويتية العابرة أو المتوقفة:
أقرأها:.....كويت بضم التاء...بمعنى كويت الملابس....فعلا .. الكلمة غريبة عني...فمن أين لي أن أعرف الكويت.؟.
المهم....صرنا نلعب بالرياضة-- لعبة ما كانت تخطر على بال عثمان الوسمي:
فات الثعلب فات فات...وبذيله سبع لفات...
مونديال المكسيك......و(دك ذويب عالغنم....شال الكرشة وانهزم.).(
وواحد قوق اثنين قوق ثلاثة قوق اربعة قوق.)...العاب واختصارات - مسنجرية - الله يرحم ايام زمان.
كنا نقيم تمثيليات ومسرحيات في المدرسة....الحمد لله في تلك الايام...لا مشكلة في ديار العرب الا مشكلة فلسطين والجزائر.
وكان انفصال الوحدة بين مصر وسورية هو هاجس الشعب الذي عشق الوحدة كثيرا...وجاء الانفصال ليحطم ذلك الطموح الكبير...
وكانت شخصية - جمال عبد الناصر-- هي الاقوى في قلوب الجماهير...ومجرد أن يعلن المذيع في - صوت العرب- عن خطاب للرئيس..حتى تجد الناس
في - قهوة البلدية الحالية - بادارة المرحوم عواد الهارون - هي المركز الاعلامي الوحيد بالمنطقة...وكان الشياب ينصتون ويتابعون البرامج عن كثب.
فاذا ما حان وقت الخطاب...تسمع الدبوس على الارض من شدة اصغاء الناس وكتم كل انفاسهم لفهم محتوى الخطاب..
وبعد انتهاء الخطاب يكون العندليب الراحل عبد الحليم حافظ هو المطرب الذي يواكب الخطاب بعد انتهائه.
ناصر....يا حبيب الشعب....يا ناصر.
أو : احنا بنينا السد العالي..
يا لتلك الايام الرائعة: ألا ليت الشباب يعود يوما .....ليخبر مجد ما فعل المشيب.
انقلكم الان الى المنطقة التي تحيط بمدرستنا...فما زالت الساحة العامة - الفيحة - كما هي الى يومنا الحاضر...وكانت ثكنة الهجانةفي موقع بناية علاكة الحالي ولها مدخلين /شرقي/ يواجه قهوة البلدية. و/شمالي/ يقابل ملعب البوكمال البلدي.
الملعب البلدي - هو مركز مقصف البلدية الحالي- وكان فريق البوكمال لكرة القدم هو فريق قوي جدا وكان ينافس - نادي غازي - بدير الزور.
يحضرني اسماء بعض اللاعبين:
جميل حسين - جورج الياس- خليل وهيب- ابراهيم البخيت- احمد عليوي العلاو- كاظم ابراهيم الخليل- غازي المصلوخ-رشيد الدبس-فاضل المشوط
وكان اهل البلد رجالا ونساء يحضرون المباريات ويشجعون الفريق بقوة..وكانت اسطح المنازل المحيطة بالملعب تكتظ بالجماهير ...
ومن البيوت المطلة على الملعب...بيت شاكر العطو- بيت جمال الزعين- بيت اسحق كيكولوف-بيت رزوقي العلاو-بيت توفيق الحاج رجب.
وكان معمل النسيج يقع في شمال الملعب - موقع المحكمة الحالي - وكنا ننظر من النوافذ الى داخل المعمل لنشاهد الأنوال النسيجية وهي تحوك السجاد الذي يحمل صورة - جمال عبد الناصر-والغزلان والمناظر الطبيعية.
وكنا في المدرسة نذهب جماعيا الى سينما فؤاد بالبوكمال لحضور الافلام التي يتم توزيع بطاقاتها داخل المدرسة....ومن الكادر الذي يدير السينما
أذكر:
- عماس الياس-- بائع العرق في السينما...كنا نتحاشى المرور من أمام حانته لشدة انبعاث رائحة الخمر منها.وكلما نمر من أمامه نقول متذمرين ونحن
نمط شفتنا السفلى : عيع..قدي قدي عيع.
وكان قاطع التذاكر ومشغل البث السينمائي.أبو عواد - نصري السيد جميل..(.جد مختار السيد صالح)...وحسن البحر- وخالد الكافي البرغش.
وجاك اسحاق- وأبو شادية--( من بيت مطرود).وحاتم البرغش-
وكان يبيع اللبن والكازوز داخل السينما- أبو جمعة- والد جماطة.
أذكر ان اسم أول فيلم حضرته هو: من أجل أبنائي-- فيلم هندي رائع جدا..تصوروا اننا في الصف الاول الابتدائي نتقن القراءة بشكل جيد جدا.
كنت اتابع ترجمة الفيلم وخصوصا كلمات الاغاني...ويشهد الله اني ما زلت أذكر كلمات أغنية : يا حبيبي يا صاحب القلب الصخري...
وهي في اللغة الهندية يبدو لي انها:
بي سفرها اب بيشن
بي سفرها اب بينانا
لابما ان الذاكرة تخونني ولكن هكذا أحس من خلال استرجاع ذاكرتي لتلك الايام الصافية في أذهاننا الطفولية التي كانت تلتقط كل ما تسمعه وتراه.

وقد يخطر ببالكم ان طفل بعمر ست او سبع سنوات عاجز عن جمع تلك المعلومات الدقيقة ولكن تأكدوا انها الحقيقة.
قد تستغربون من هم أصدقائي في الصف الاول الابتدائي...سأذكر لكم ما يحضرني من أسماء،:ومهنة الطالب الحالية:
سعيد الرجيب- خطاط-
سهيل القدسي - بائع قماش -
طاهر زعين- دكتور اسنان
صالح اسماعيل عبد العزيز- مهندس معماري-
احمد حسين البحر- سائق-
مصلح عباس الخليفة - محامي-
فؤاد نصري السيد جميل- دكتور نسائية-
فؤاد جمال الكيال- بائع-
محمود ابراهيم المظهور - صاحب مقصف-
كسرى كنيهر الاشعب - مؤذن-
نعيم غربي-مهندس-
مشعان نعمان-مهندس-
حسن علي اللطيف مهندس-
راغب الدغر - مهندس-
مهيدي اليعقوب- دكتور بيطري-
جمال شهاب الراوي- دكتور عظمية-
حافظ شاكر المروح- مجهول-
راجح مجول الراوي -مجهول-
سعدون الحدو-
بديع جمال بك- موظف-
عادل سعيد عويد - موظف-
حاتم حسن العمير - موظف وصاحب مطعم-
جاسم شاكر الخليفة- صاحب مطعم-
جاسم جوير الاشعب- نجار-
جمال سعيد الشاكر- سائق-
مهيدي نوري- سائق-
عصام شفيق الفياض- مهندس-
محمد حسين الكبع- مهندس-
جميل عبد الكريم العران - مهندس-
احمد عبد الكريم العران- مهندس-
جودت النقيب- موظف-
طلعت العاشور - بائع-
خالد غربي الزيدان- مغترب-
خالد عواد الخباطة - مغترب-
محمود العضوب- مدير البنك التجاري-
بشير علاكة= سياحة وسفر-
رشاد علاكة- تاجر-
معاوية العلاكة - تاجر-
حسان الحاج بكر - موظف-
جميل فهمي الاشعب- نجار-
فاروق الصبابغة- اذن مدرسة-
ناشد ذنون- مدرس-
عبد الاله الوردي- مدرس-
احمد صالح العبيد- مهندس زراعي-
رياض عنان- مهندس زراعي-
....العدد 45 طالب................................
مدير المدرسة : كمال فلاح
الاساتذة:
وليد علاو
عزيز مرعي
دحام الصباح
جبار المردود
ناجي الموضي
محسن كامل
سعيد الكيفية
عيسى العربي
احمد السيد خليل
عفيف- مجهول
طه- من الميادين-
.... اذن المدرسة:
عبود الهارون
سعيد البواب
عبد السيد خليفة
عبد الرحمن زعيتر

.......................... لي عودة معكم
مجد101

الصورة المرفقة

ذكريات مدرسة المأمون الابتدائية بالبوكمال Img-resized

تم تصغير الصورة

(98.4k)

//

--------------------

ذكريات مدرسة المأمون الابتدائية بالبوكمال 5

من ظن نفسه انه قد علم.....فقد جهل